responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 477
[الإيمان من أعظم نعم الله على الناس] (1)
قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ [الحجرات: 16 - 18].

[سبب النزول]
روى الحافظ أبو بكر البزّار بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أسلمنا وقاتلتك العرب ولم نقاتلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن فقههم قليل، وإنّ الشيطان ينطق على ألسنتهم" فنزلت هذه الآية:
(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) [2].

[شرح الآيات]
لما بيّن القرآن الكريم صفات المؤمنين الصادقين فى الآية الكريمة السابقة إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [الحجرات: 15] أخذ يبيّن بعض أعراض الإيمان الضعيف، فذكر من هذه الأعراض أمرين تلاحظهما فى كل شخص ضعف إيمانه ولانت عقيدته. أما أولهما: فالتظاهر بالإيمان. وأما ثانيهما: فالمنّ به والتحدّث بسابقة فيه.
إنّ المؤمن القوىّ العقيدة، الثابت الإيمان فى غنى عن هذين المظهرين بما تشعر به من اطمئنان إلى عقيدته، وقوة فى يقينه، فهو يعمل ولا يرى داعيا يدعوه إلى أن يتكلم أو يمتدح بما عمل، وهو إلى جانب هذا يعلم أنه كله لله فلا شىء له، ففيم الامتنان بعد هذا؟!

(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد (17) من السنة الثالثة الصادر فى 7 من جمادى الأولى سنة 1354 هـ- 6 من أغسطس سنة 1935 م.
[2] رواه النسائى فى" الكبرى" (11519) بلفظه، وأبو يعلى (2363) وقال محققه: رجاله رجال الصحيح. والطبرانى فى" الأوسط" (7256) بدون ذكر لنزول الآية. عن ابن عباس رضي الله عنهما.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست